سورة طه - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} يحتمل وجهان:
أحدهما: خلقتك، مأخوذ من الصنعة.
الثاني: اخترتك، مأخوذ من الصنيعة. {لِنَفْسِي} فيه وجهان:
أحدهما: لمحبتي.
الثاني: لرسالتي.
قوله تعالى: {وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكرِي} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: لا تفترا في ذكري، قال الشاعر:
فما ونى محمد مذ أن غفر *** له الإله ما مضى وما غبر
الثاني: لا تضعفا في رسالتي، قاله قتادة.
الثالث: لا تبطنا، قاله ابن عباس.
الرابع: لا تزالا، حكاه أبان واستشهد بقول طرفة:
كأن القدور الراسيات أمامهم *** قباب بنوها لا تني أبداً تغلي
قوله تعالى: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً} فيه وجهان:
أحدهما: لطيفاً رقيقاً.
الثاني: كنّياه، قاله السدي وقيل إن كنية فرعون أبو مرة، وقيل أبو الوليد.
ويحتمل ثالثاً: أن يبدأه بالرغبة قبل الرهبة، ليلين بها فيتوطأ بعدها من رهبة ووعيد قال بعض المتصوفة: يا رب هذا رفقك لمن عاداك، فكيف رفقك بمن والاك؟
وقيل إن فرعون كان يحسن لموسى حين رباه، فأراد أن يجعل رفقه به مكافأة له حين عجز موسى عن مكافأته.


قوله تعالى: {أَن يَفْرُطَ عَلَيْنآ} فيه وجهان:
أحدهما: أن يعجل علينا، قال الراجز: قد أفرط العلج علينا وعجل.
الثاني: يعذبنا عذاب الفارط في الذنب، وهو المتقدم فيه، قاله المبرد ويقال لمن أكثر في الشيء أفرط، ولمن نقص منه فرّط.
{أَوْ أَن يَطْغَى} أي يقتلنا.


قوله تعالى: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أعطى كل شيء زوجه من جنسه، ثم هداه لنكاحه، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني: أعطى كل شيء صورته، ثم هداه إلى معيشته ومطعمه ومشربه، قاله مجاهد قال الشاعر:
وله في كل شيء خلقهُ *** وكذلك الله ما شاء فعل
يعني بالخلقة الصورة.
الثالث: أعطى كلاً ما يصلحه، ثم هداه له، قاله قتادة.
ويحتمل رابعاً: أعطى كل شيءٍ ما ألهمه من علم أو صناعة وهداه إلى معرفته.
قوله تعالى: {فَمَا بَالُ الْقُرونِ الأَُولَى} وهي جمع قرن، والقرن أهل كل عصر مأخوذ من قرانهم فيه.
وقال الزجاج: القرن أهل كل عصر وفيه نبي أو طبقة عالية في العلم، فجعله من اقتران أهل العصر بأهل العلم، فإذا كان زمان فيه فترة وغلبة جهل لم يكن قرناً.
واختلف في سؤال فرعون عن القرون على أربعة أوجه:
أحدها: أنه سأله عنها فيما دعاه إليه من الإيمان، هل كانوا على مثل ما يدعو إليه أو بخلافه.
الثاني: أنه قال ذلك له قطعاً للاستدعاء ودفعاً عن الجواب.
الثالث: أنه سأله عن ذنبهم ومجازاتهم.
الرابع: أنه لما دعاه إلى الإِقرار بالبعث قال: ما بال القرون الأولى لم تبعث.
{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} فرد موسى علم ذلك إلى ربه.
{فِي كِتَابٍ} {لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى} أي لم يجعل علم ذلك في كتاب لأنه يضل أو ينسى.
ويحتمل إثباته في الكتاب وجهين:
أحدهما: أن يكون له فضلاً له وحكماً به.
الثاني: ليعلم به ملائكته في وقته.
وفي قوله: {لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى} وجهان:
أحدهما: لا يخطئ فيه ولا يتركه.
الثاني: لا يضل الكتاب عن ربي، ولا ينسى ربي ما في الكتاب، قاله ابن عباس.
قال مقاتل: ولم يكن في ذلك [الوقت] عند موسى علم القرون الأولى، لأنه علمها من التوراة، ولم تنزل عليه إلا بعد هلاك فرعون وغرقه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8